كارلو أنشيلوتي على رأس القيادة الفنية للسيليساو: الاتحاد البرازيلي يعلن عن مدربه الجديد رسميًا
يستعد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتقديم مدربه الجديد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، في مؤتمر رسمي مساء الإثنين، بالعاصمة ريو دي جانيرو، في خطوة تاريخية تمثل بداية حقبة جديدة للمنتخب البرازيلي، بعد أكثر من ستة عقود على تولي آخر مدرب أجنبي زمام الأمور الفنية لـ"السيليساو".
ويأتي تعيين أنشيلوتي بعد يومين فقط من وداعه العاطفي لجماهير ريال مدريد الإسباني، حيث أنهى مسيرته مع "الملكي" وسط إشادة عالمية بما قدمه من إنجازات، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات كرقم قياسي جعله المدرب الأكثر تتويجًا بالبطولة القارية الأعرق.
ورغم مسيرته المظفّرة في عالم الأندية، فإن هذه التجربة ستكون الأولى للمدرب الإيطالي على مستوى المنتخبات الوطنية، في مهمة محفوفة بالتحديات، تهدف إلى استعادة أمجاد البرازيل التي تراجعت نتائجها خلال السنوات الأخيرة، رغم كونها المنتخب الأكثر تتويجًا بكأس العالم (5 مرات).
وبحسب ما كشفته شبكة "أوجوجو" البرازيلية، سيحصل أنشيلوتي على راتب سنوي ضخم يصل إلى 10 ملايين يورو، وسيرافقه طاقمه الفني المعتاد، وعلى رأسه نجله دافيدي أنشيلوتي كمساعد أول له.
ويأتي أنشيلوتي خلفًا للمدرب دوريفال جونيور، الذي تمت إقالته في مارس الماضي، بعد الهزيمة القاسية أمام الأرجنتين (1-4) ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026، في نتيجة عمّقت أزمة المنتخب الذي لم يعد مرعبًا كما كان في السابق.
ومن المقرر أن يبدأ أنشيلوتي مشواره الرسمي مع البرازيل في يونيو المقبل، بمباراتين مهمتين أمام الإكوادور وباراجواي ضمن التصفيات، في وقت تحتل فيه البرازيل المركز الرابع بفارق 10 نقاط عن الأرجنتين المتصدرة والتي ضمنت تأهلها مبكرًا.
وتُسلط الأنظار على القائمة الأولى التي سيعلن عنها المدرب الإيطالي مساء الإثنين، وسط توقعات قوية بعودة النجم نيمار، بعد غياب دام عامين عن صفوف المنتخب. كما رجّحت الصحف البرازيلية استدعاء لاعبين أصحاب خبرة مثل كاسيميرو (مانشستر يونايتد) وريشارليسون (توتنهام).
وكان الاتحاد البرازيلي قد أبدى رغبة واضحة في التعاقد مع أنشيلوتي منذ عامين، في محاولة لإنهاء سلسلة الإخفاقات التي طاردت المنتخب، حيث لم يتخط "السيليساو" نصف نهائي كأس العالم سوى مرة واحدة منذ تتويجه الأخير عام 2002، وتحديدًا في نسخة 2014 التي شهدت الهزيمة الكارثية أمام ألمانيا (1-7). كما لم يفز بلقب كوبا أمريكا سوى مرة واحدة في آخر 17 عامًا، وكان ذلك في عام 2019.
ويأتي الإعلان عن المدرب الجديد في ظل حالة من الاضطراب الإداري داخل الاتحاد البرازيلي، حيث أُجريت انتخابات، الأحد، أسفرت عن فوز سمير زود برئاسة الاتحاد خلفًا لـ إدنالدو رودريجيش الذي أُقيل بقرار قضائي.
وبين الرغبة في إعادة بناء المنتخب البرازيلي، والتطلعات العالية لجماهير "السامبا"، يبدأ كارلو أنشيلوتي مغامرته الوطنية الأولى، حيث سيكون التحدي الأكبر ليس فقط في النتائج، بل في إعادة الهيبة لمنتخب لطالما كان مرجعًا في كرة القدم العالمية.
