شهدت الجولة التاسعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 أحداثًا غير مسبوقة بعدما تم إلغاء مباراة مالاوي وغينيا الاستوائية التي كان من المقرر إقامتها مساء اليوم الخميس على ملعب بينجو الوطني في العاصمة المالاوية ليلونجوي، نتيجة امتناع لاعبي غينيا الاستوائية عن السفر واحتجاجهم على اتحاد بلادهم لكرة القدم.
وكان من المنتظر أن تُقام المواجهة في تمام السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، إلا أن الاتحاد المالاوي لكرة القدم أعلن عبر بيان رسمي نشره على موقعه الإلكتروني إلغاء المباراة نهائيًا، مؤكدًا أن السبب يعود إلى "ظروف سفر طارئة تخص الفريق الزائر"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الأزمة التي منعت إقامة اللقاء.
وبحسب اللوائح المنظمة لتصفيات كأس العالم، فمن المتوقع أن يُحتسب الفوز لصالح منتخب مالاوي بنتيجة اعتباريّة تمنحه ثلاث نقاط ثمينة، ما يجعله يقترب من المركز الثاني مؤقتًا في ترتيب المجموعة، إذ سيصبح الفارق نقطتين فقط خلف منتخب ناميبيا الذي يحتل الوصافة المؤهلة افتراضيًا للملحق، في انتظار نتيجة مواجهته أمام ليبيريا مساء اليوم.
أما منتخب غينيا الاستوائية، الذي كان يملك نفس رصيد مالاوي من النقاط قبل هذه الجولة، فقد تبددت آماله تمامًا في التأهل إلى المونديال، خاصة بعد تفاقم الخلافات الداخلية التي تضرب الفريق منذ فترة ليست بالقصيرة، وسط حالة من الانقسام بين اللاعبين والمسؤولين داخل الاتحاد المحلي لكرة القدم.
ووفقًا لما نشرته صحيفة "سبورت نيوز أفريكا"، فإن لاعبي غينيا الاستوائية رفضوا السفر إلى مالاوي احتجاجًا على ما وصفوه بـ"سوء الإدارة والفساد المالي داخل الاتحاد"، وهو ما أدى إلى تأزم الموقف وغياب المنتخب عن مباراته الرسمية في التصفيات.
ويتصدر منتخب تونس المجموعة برصيد 22 نقطة، ليضمن التأهل رسميًا إلى كأس العالم 2026، فيما تشتد المنافسة على المركز الثاني بين ناميبيا (12 نقطة) وليبيريا (11 نقطة) ومالاوي (10 نقاط)، بينما خرجت غينيا الاستوائية من دائرة المنافسة نهائيًا بعد هذه الأحداث.
تجدر الإشارة إلى أن الأزمة في غينيا الاستوائية ليست وليدة اليوم، بل تمتد إلى أكثر من عام ونصف، إذ يعيش الاتحاد المحلي حالة من الاضطرابات والاتهامات بسوء الحوكمة منذ نهاية كأس الأمم الأفريقية 2023، عندما قدّم المنتخب أداءً مميزًا قبل أن يودّع البطولة من دور الـ16.
وفي فبراير 2024، فجّر النجم الدولي إميليو نسوي، هداف المنتخب في البطولة القارية، أزمة جديدة بعدما نشر مقطع فيديو مثير للجدل اتهم فيه مسؤولي الاتحاد باختلاس أموال مخصصة للمنتخب، وهو ما أدى إلى إيقافه عن اللعب الدولي لفترة طويلة، قبل أن يتم رفع العقوبة لاحقًا، لكن أجواء الانقسام داخل الفريق ظلت قائمة حتى اليوم.
ويأتي هذا المشهد المأساوي قبل أقل من شهرين على انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2025، التي تستضيفها المغرب، حيث يتواجد منتخب غينيا الاستوائية في مجموعة قوية تضم الجزائر وبوركينا فاسو والسودان، ما يثير القلق بشأن استعداد الفريق وقدرته على الظهور بمستوى تنافسي في ظل الظروف الراهنة.
ويرى محللون أن ما يحدث في غينيا الاستوائية يعكس أزمة الثقة بين اللاعبين والإدارة، وأن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى عقوبات محتملة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في حال ثبت أن الاتحاد المحلي لم يلتزم بتوفير الظروف التنظيمية والسفر الملائمة للمشاركة في التصفيات.
من ناحية أخرى، أعرب الاتحاد المالاوي عن أسفه لإلغاء المباراة، مشيرًا إلى أنه كان قد أتم كافة الترتيبات التنظيمية لاستقبال بعثة غينيا، قبل أن يتفاجأ بقرار عدم سفر الفريق المنافس، وهو ما وضع اللجنة المنظمة في موقف محرج أمام الاتحاد الأفريقي والفيفا.
فقرة مخصصة لموقع تايجر الكورة:
لمتابعة آخر تطورات تصفيات كأس العالم وأخبار المنتخبات الأفريقية لحظة بلحظة، يمكنك زيارة موقع تايجر الكورة
